باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
taawuniya 1135*120

منبر شات النسائي.. من “قصص الغرام” إلى “ملاحقة النظام”

2٬579

الخرطوم: شمائل النور

من الدردشة والموضة إلى البحث عن معلومات بشأن قمع الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ ديسمبر الماضي، هكذا حول الحراك الشعبي في السودان اهتمام مجموعة “منبر شات” إحدى أبرز المجموعات النسائية السودانية المغلقة في فيسبوك التي تضم أكثر من 270 ألف عضوة إلى ما أطلق عليه ناشطون “جهاز أمن الثورة”.

وفي ظل تواصل المظاهرات التي تطالب برحيل النظام وسقوط قتلى وتزايد اعتقالات ناشطين تحول اهتمام المجموعة إلى تقصي وجمع المعلومات الخاصة بأفراد الأمن الذين يقومون بفض المظاهرات وضرب واعتقال المحتجين بعدما كان اهتمامها يركز بشكل أساسي على الموضة والجمال وقصص الغرام.

وفي تحول لافت أوقفت إدارة المجموعة كل ما لا يمت بصلة لما يحدث في الشارع باعتبار “الحصة وطن”، وهو تعبير المراد منه التركيز في الشأن الوطني فقط.

تقول ريان التي تتولى الإدارة مع أخريات في المجموعة التي تأسست عام 2015 “في البداية كانت إحداهن ترسل صورة شاب أعجبت به وتطلب حوله معلومات”.

والمعلومات هنا هي ما يصطلح عليه في هذه المجموعة بكلمة “الزيت” أي “الخلاصة”، بعد ذلك يتم نشر الصورة عبر الإدارة ثم يبدأ التفاعل مع المنشور ويتم من خلال المداخلات معرفة ما إن كان مرتبطا أو متزوجا، وفي حال كانت مرتبطة به حديثا أيضا تتيح لها المجموعة معرفة إن كان مرتبطا بفتاة أخرى ثم التحقق إن كان صادقا أو مخادعا.

وتضيف ريان في حديثها للجزيرة نت أن المجموعة أيضا نشطت في أعمال خيرية ومعلومات بشأن اختفاء أشخاص بعد ورود صورهم.

بداية النشاط

و”منبر شات” هو اسم من كلمتين تعنيان “منبر للدردشة”، لكن على خلفية نشاطه في قصص الحب والغرام والتعبير بجرأة عن إعجاب البنات بمن ترد صورهم بات المعنى السائد له في أوساط المتفاعلين في مواقع التواصل “منبر شات”، وهي كلمة عامية تعني الانزلاق تحورت بين الشباب لتوصيف حالة الوقوع في الغرام.

وتحاول العضوة أماني الحمري في حديثها للجزيرة نت أن تؤرخ لبداية تحول نشاط المجموعة قائلة “مع بداية المظاهرات لجأنا نحن البنات لبعضنا فيما يتعلق بالصور لبعض أفراد الأمن الذين يقابلوننا في الشارع وبدأنا نشر صورهم، وكالعادة تأتي المعلومات تباعا من العضوات”.

بل إن نشاط المجموعة -وفقا للحمري- توسع لتلقي صور أفراد الأمن من بعض الشباب الذين هم بالضرورة ليسوا أعضاء في المجموعة، وأيضا يتم التعامل معها.

واللافت أن طلبات المعلومات بشأن أفراد الأمن تجد تفاعلا كبيرا، وفي زمن وجيز جدا يتم حشد أكبر كمية من المعلومات المفصلة عن الشخص المستهدف، بحسب أماني.

“أمن الثورة”

وأطلق ناشطون على المجموعة اسم “جهاز أمن الثورة” وولج “منبر شات” إلى محاضر التحقيق داخل جهاز الأمن، وتقول “أ” التي كانت معتقلة ليومين إن ضابطة الأمن سألتها إن كانت تعرف من يدرن هذه المجموعة.

وثمة حالة افتتان بتحول المجموعة إلى الهم الوطني حرضت عبد المنعم همت ليدون مقالا في “المجلة الثقافية الجزائرية” قال فيه “منبر شات أشعلن أصابعهن لتضيء من أجل رؤية الابن الأكبر حرية والتوأم سلاما وعدالة، تحولن بفضل الوعي النوعي لتكون مجموعتهن رافدا يرصد كل عبدة الظلام”.

وردا على سؤال عما إن كان قد وصلتها تهديدات بعد نشر معلومات ضباط وأفراد أمن، تقول رانيا عمر مؤسسة المجموعة والمقيمة خارج السودان للجزيرة نت “وردني اتصال من ضابط في جهاز الأمن طلب مني تغيير مسار نشاط المجموعة”.

وذكرت أنه قال لها ناصحا “من الأفضل الاكتفاء باهتماماتكن كفتيات ونساء”، مشيرة إلى أن “الاتصال كان وديا لكن لا أعلم ما سوف يحدث في المستقبل”.

نشر الصور

لكن رانيا لا تعتقد أن هناك تحولا كبيرا في نشاط المجموعة، فمن وجهة نظرها أن النشاط يتعلق بنشر الصور للشباب وطلب المعلومات عن صاحب الصورة أيا كان، فمثلا من ضمن نشاط المجموعة كشف الكذابين والمتلاعبين بمشاعر الفتيات.

وتعتقد مؤسسة المجموعة أن ما يحدث الآن هو ذاته كشف هوية، فقط تغيرت الصور والموضوع من قصص غرام إلى شأن وطني عام.

وتقول نهلة المقيمة في الإمارات والمهتمة على نحو لافت بالموضة والتسوق “أكيد أنا مهتمة بالجمال والموضة، لكن ما يحدث في بلدي لا يمكن أن يسكت عليه إنسان إلا إذا كان مجردا من الإنسانية، الشباب ماتوا لأجلنا.. حاليا “الحصة وطن”.

وتشكل مشاركة العنصر النسائي في الاحتجاجات المتصلة منذ شهرين عاملا رئيسيا في إشعال جذوة الحراك عبر الهتافات والزغاريد عطفا على المشاركة الفعلية في التنظيم الميداني.

المصدر : الجزيرة

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.

error: