شُح السيولة في المصارف السودانية.. أزمة لم تنتهي بعد

الخرطوم: باج نيوز

بعد طول ترقب وإنتظار، أصدر بنك السودان المركزي منشوراً عممه على المصارف، طالبهم فيه ببدء تغذية الصرافات الآلية إبتداءاً من السبت الماضي، لينهي المركزي بقراره أزمة إنعدام النقود في الصرافات بعد صدور أوامر غير معلنة بتجفيفها في إطار عملية إيقاف تدهور أسعار صرف الجنيه السوداني مقابل العملات الأجنبية.

تجفيف الصرافات من النقود لم تكن الآلية الوحيدة التي أقرتها الحكومة السودانية لإمتصاص السيولة، حيث شمل القرار تحديد سحوبات صرف الودائع النقدية من المصارف بعد إرتفاع الطلب على شراء الدولار بسبب سحب المواطنين ودائعهم ومدخراتهم المصرفية وحفظ قيمتها بشراء العملات الأجنبية بعد التدهور الحاد الذي أصاب الجنيه السوداني.

وبالرغم من قرار المركزي بتغذية الصرافات، إلا أن عدداً كبيراً منها مازال خارج الخدمة حتى الآن وفقاً لعدد من المواطنين تحدثوا لـ(باج نيوز)، حيث أشاروا إلى أن من بين كل خمسة صرافات يعمل واحد.

وقالت الموظفة بوزارة الزراعة سمية إبراهيم إنها حاولت أمس الإثنين “صرف راتبها عبر إحدى الصرافات الآلية بشارع إفريقيا، إلا أنها فشلت”، وأضافت “ظللت أبحث ولم أجد نقود إلا بعد قطع مشوار كلفني مبلغ كبير”.

وقالت الموظفة لـ(باج نيوز)، إنها لاتعلم سبب أزمة إنعدام النقود في الصرافات وأضافت “لا علم لي ما اذا كان قد تم تغذيتها من البنوك وتم صرف جميع المبالغ الموجودة لجهة أن هنالك عدد كبير من المواطنين كانوا ينتظرون صرف أجورهم لشهر يناير عبرها”

بالمقابل لاتزال مشكلة السيولة بالمصارف السودانية قائمة بتحديد سقف للسحوبات من الودائع والمدخرات المصرفية، ويختلف حجم المبلغ المسموح بصرفه من مصرف لآخر.

وأكد عدد من رجال الأعمال ومدراء الشركات أن المصارف لا تزال تنفذ القرار الرئاسي بالإستمرار في إجراءات إمتصاص السيولة لتحجيم الكتلة النقدية خارج النظام المصرفي ليتم توظيفها في المشروعات الإنتاجية.

ونفذت الحكومة السودانية مطلع فبراير الجاري، إجراءات غير معلنة بتحجيم السيولة لدى المواطنين تجنباً لإيقاف تدهور الجنيه السوداني أمام الدولار، وشملت الإجراءات تحديد سقوفات سحب الودائع المصرفية بالمصارف التجارية وتجفيف الصرافات الآلية .

وأعلن عدد من رجال الاعمال توقفهم عن تغذية حساباتهم المصرفية عقب قرار تحديد سقوفات السحب واشاروا الى انهم اصبحو يفضلون التعامل عن طريع (البيع بالكاش) تجنبا لأي تضييق في سحب الودائع.

وأشار التاج إبراهيم مدير عام شركة أدوات كهربائية الى توقف البيع عبر الشيكات الآجلة نظراً لحوجتهم الماسة للسيولة في الوقت الراهن لمقابلة المصروفات الآنية.

وأكد ان المصارف ماتزال تحجم عن دفع السيولة للعملاء بما ساهم في خفض تغذية الحسابات المصرفية خلال الفترة الماضية.

وكانت وزارة المالية السودانية قد حددت فترة (7 أيام ) لإستمرار سياسية  تقليص تداول النقود بين المواطنين التي اتخذها البنك المركزي خلال الأيام الماضية.

وقال وزير الدولة بوزارة المالية السودانية، عبدالرحمن ضرار،  في تصريحات صحفية بالبرلمان السوداني الاسبوع الماضي إن ” سياسة تقليص تداول النقود بين المواطنين التي اتخذها البنك المركزي خلال الأيام الماضية لن يستمر تطبيها لأكثر من “7” أيام مقبلة.