“ليس لدينا نقود حالياً”.. متى تختفي هذه العبارة؟!

تقرير: باج نيوز

يعاني أباذر عمر، كثيراً هذه الأيام في سداد أجرة عمال البناء الذين ينفذون بعض أعمال الصيانة في منزله بأم درمان، اضطر الرجل للاستدانة من أقاربه لسداد أجرة الأسبوع الماضي بعد ان تعذر عليه سحب جزء من رصيده البنكي وفشله في استخدام الصرافات الآلية المنتشرة في الخرطوم.
يقول عمر:”منذ الصباح توقفت عند أكثر من سبع صرافات آلية منتشرة في شوارع الجمهورية والبلدية ولكنها أما معطلة أو قد نفذ رصيدها”.
واتخذ البنك السودان المركزي خلال الأسابيع الماضية حزمة من التدابير الأمنية والإدارية بهدف محاصرة ارتفاع سعر الصرف، عبر الحد من التدفقات النقدية واحتكار شراء الذهب بجانب ضوابط مشددة بحق الصادر والوارد، مما أدى لانخفاض سعر صرف الدولار في السوق الموازي من 42 جنيهاً إلى نحو 30 جنيهاً.
تسببت الإجراءات الأخيرة في حالة اختناق نقدي، إذ حددت المصارف 20 ألف كحد أعلى للسحب في اليوم، لا يتم الالتزام بها في حالة عدم وجود سيولة بسبب توقف حركة الإيداع.
يقول موظف بأحد المصارف لـ(باج نيوز) -بعد أن فضل حجب اسمه- أن البنك المركزي وضع حزمة من الترتيبات للحد من التدفقات المالية مما أثر على حركة السحب وتغذية الصرافات الآلية.
ويضيف ذات المصدر:”في الأسبوع الماضي خصص المركزي للمصرف نحو مليون جنيه بغرض تغذية الصرافات الآلية؛ ولم نتسلم هذا الأسبوع اي سيولة إضافية”.
من جهته، يقلل أستاذ الاقتصاد بروفيسور حسن بشير، من فاعلية إجراءات البنك المركزي، ويقول: “الإجراءات تُطارد الأعراض ولا تُعالج المرض الأساسي إن لم تكن تفاقمه”.
ويقول بشير إن الحد من السيولة يمثل إجراءً مضراً يُمكن أن يقود لزعزعة الثقة في النظام المصرفي وتسرّب الكتلة النقدية لملاذات امنة، بجانب خلق حالة من الكساد الاقتصادي، فضلاً عن اختناق في النقد الأجنبي.
أباذر عمر لجأ هذا الاسبوع لحيلة تحل مشكلته المالية قضت بتحويل بعض الأموال لحساب شقيقه، على أمل أن يتمكن شقيقه من سحب 40 ألف جنيه في ذات اليوم لتسيير منصرفاته إلا أن حيلته لم تنجح، ليقضي نهار يومه مع شقيقه في مطاردة الصرافات الآلية في شوارع الخرطوم منتقلا من منطقة لأخرى على أمل الظفر ب 4 ألف جنيه يومياً اذا حالفهم الحظ مع الصفوف الطويلة والصرافات المعطلة، والتي تكتب جميعها في الشاشة “عفواً ليس لدينا نقود في الوقت الراهن”.
يقسم عمر بأنه لن يودع أمواله في أي بنك بعد الآن وسيكتفي بحفظها في مكان آمن بمنزله.