الوديعة الإماراتية.. أين الحقيقية؟

الخرطوم: باج نيوز

إحتفت وسائل الإعلام المحلية والدولية  أمس ( الثلاثاء) بخبر تلقي بنك السودان المركزي وديعة إماراتية بقيمة 5 مليار درهم بما يعادل 1.4 مليار دولار ، ونقلت وكالة السودان للأنباء تأكيدات الحكومة الإماراتية للرئيس السوداني عمر حسن البشير عن عمق العلاقات الإستراتيجية التاريخية مع السودان، القائمة على التعاون والتنسيق المشترك والشراكات الاقتصادية والتنموية.

الخبر الذي أوردته (سونا) كانت قد سبقتها اليه وكالة الأنباء الإماراتية والتي نشرت تقريراً يحتوى على المساعدات التي قدمتها الإمارات عبر صندوق أبوظبي للسودان من بينها إعلان الصندوق عن دعم إحتياطيات العملات الأجنبية في بنك السودان المركزي بإيداع نحو 5 مليارات درهم إماراتي أي نحو (1,4) مليار دولار.

ورغم أن التقرير إحتوى على عدد من المساعدات التي قدمتها الإمارات للبلاد إلا أن خبر الوديعة كان الأكثر تأثيراً وانتشاراً في وسائل الإعلام المختلفة ويعود ذلك للأزمة الإقتصادية الخانقة التي يعيشها الإقتصاد القومي بسبب شح إحتياطيات النقد الأجنبي، التي تؤثر على مجريات الإقتصاد.

إلا أن جدلاً آخر أثاره خبر الوديعة بسبب أن التقرير الذي نشرته وكالة الأنباء الاماراتية كان يحتوي على كافة أشكال المساهمات التي قدمتها أبوظبي للخرطوم ومن بينها الفقرة التالية (كما قام الصندوق بدعم السيولة والاحتياطيات من العملات الأجنبية في بنك السودان المركزي من خلال إيداع نحو 5 مليارات درهم / 1.4 مليار دولار/ وذلك لمساعدة الحكومة السودانية على النهوض بالاقتصاد وتجاوز التحديات المالية والاقتصادية، وتعزيز الاستقرار النقدي والمالي) وهو ما أثار حفيظة البعض فيما إذا كانت هذه الوديعة قد تلقتها الحكومة السودانية خلال اليومين السابقيين أم إنها وديعة تمت في وقت سابق.

وتباينت الآراء والدلائل حول وصول وديعة إلى بنك السودان المركزي صباح أمس وعقب الاتصال الذي تلقته رئاسة الجمهورية من الحكومة الإماراتية أم أن ما جاء على الوكالة الامارات الرسمية مجرد سرد للعلاقات الاقتصادية التي تربط أبوظبي والخرطوم على مر السنوات.

وفيما يؤكد مراقبون وصول الوديعة مستشهدين بالزيارة السرية التي يقوم بها مدير جهاز الأمن والمخابرات ، صلاح قوش إلى الإمارات ومقابلته لمسؤوليين رفيعي المستوى بالحكومة الإماراتية كما كشفت مصادر لـ(باج نيوز) مساء أمس.

غير أن البعض يرى أن الوديعة التي جاء ذكرها هي مجمل الودائع التي قدمها صندوق ابوظبي  للتنمية للسودان عبر السنوات الماضية لجهة عدم وجود أي مسؤول اقتصادي زار الإمارات خلال الأيام القليلة الماضية أو عمل على التوقيع على اتفاقية الوديعة كما هو متبع وساري في مثل هذه المسائل، بجانب أن التقرير نشر كل المساعدات التي قدمها الصندوق للسودان ولم يركز على الوديعة التي جاءت على شكل فقرة متأخرة بالتقرير علاوة على عدم صدور أي بيان من الجهات المختصة السودانية( وزارة المالية، البنك المركزي) بنفي او إثبات هذا الخبر حتى كتابة هذا التقرير.

(باج نيوز) حاولت الاتصال ببنك السودان لإيضاح الرؤية التي يشوبها الضباب الإ ان موظفيه استعصموا بعدم الرد على الهواتف او عدم العلم بمجريات الأمور.