بكري المدنى: دموع على بلاط صاحبة الجلالة

* جاء التقرير السنوى لتوزيع الصحف الذي اعده المجلس القومى للصحافة والمطبوعات الصحفية صادما كما تعودنا دائما في السنوات الأخيرة وتبقى الأسباب هي الأسباب والتى ان لم تعالج بشكل جذري فسوف نصبح يوما لنجد بلادنا بلا صحافة مقروءة !
* تتفاوت الأسباب التى تؤثر على توزيع الصحافة من حيث التأثير ولكن أهمها في تقديري الأسباب التى تتعلق بصناعة وتجارة الصحافة ومناخ الحريات الذي يعلو وبهبط ولا يعرف الثبات ابدا طريقه اليه !
* بالنسبة لصناعة وتجارة الصحافة هناك اشكالات حقيقية وكبيرة تواجه الصحف منها ما هو متعلق بمدخلات الطباعة من سعر الورق إلى ارتفاع تكلفة الطباعة و إشكالات التوزيع بدءا من إزالة منافذ البيع (الاكشاك)بالعاصمة وهى أكبر سوق للصحافة إضافة إلى تقليدية عمل شركات التوزيع والأساليب غير النزيهة من بعض باعة الصحف والذين يلجأون إلى ايجار الصحف للقراء بدلا عن بيعها!
* موضوع الحريات الصحفية قتل بحثا ونقاشا وتوج المطلوب من خلال توصيات الحوار الوطنى والذي نادى بأن تحاكم الصحافة حال تجاوزها للحرية المسؤولة بقانون واحد وأمام مؤسسة عدلية واحدة وأن يلغى إلى ذلك القانون الاستثنائي والصحفيين في انتظار اجازة هذه التوصية المهمة من توصيات الحوار الوطنى
* بخصم من الحريات الصحفية أيضا حجب العديد من المؤسسات العامة للمعلومة والتى هي رأس مال العمل الصحفي وهذا حق كفله القانون للصحفي ومن المفترض ان تلتزم به المؤسسات والأفراد تحت المسؤولية والذين يقصدهم الصحفيون في تقاريرهم وتحقيقاتهم وحواراتهم الصحفية
* لن نعفى بعض المؤسسات الصحفية من مسؤوليتها حول تراجع توزيع الصحف فهي أيضا مسؤولة وبدرجة غير قليلة وذلك لعدم تهيئة بيئة العمل للصحفيين وهذه مسألة مهمة تبدأ من الالتزام بالرواتب المجزية الى توفير نثريات ومعينات العمل وفي هذا تخالف بعض المؤسسات الصحفية ليس القوانين فحسب ولكن حتى (حقوق الانسان) وتمارس الظلم الذي حرمه الله على نفسه والعياذ بالله وههنا نسأل اتحاد الصحفيين ومجلس الصحافة عن دورهم في حماية الصحفيين وكفالة حقوقهم على المخدمين ؟!
* لا أختلف مع الأستاذ الصادق الرزيقي في ان من اسباب تراجع توزيع الصحف تراجع مهارات الصحفيين اختلاف تقدير ولكنى اختلف معه اختلاف توصيف فمن أسباب تراجع الصحافة شغل غير الصحفيين مهنة وموهوبة للعمل الصحفي واليوم نجد في الصحف أنصاف الموهوبين والموهومين من بعض حملة القيد الصحفي وغيره والذين يضايقون الصحفيين الموهوبين والمهنيين فطرة في أعمالهم ويسيؤون إليهم بالأداء الفطير والذي لا يمت للعمل الصحفي بصلة ونظافة (الحوش)الصحفي من هؤلاء من واجابات اتحاد الصحفيين الذي يترأسه الأستاذ الصادق الرزيقي نفسه
* على كثرتها لا تبدو الأسباب المعيقة لانتشار الصحف عصية على الحل ولكن الحل يحتاج إلى إرادة وبالحل تستطيع الصحافة ان تعيش أطول فترة ممكنة وهى تنافس وسائل الاعلام الأخرى
على الطريق الثالث
رغما عن الظروف والحال الحرن نبارك للزملاء الذين احرزت صحفهم درجات متقدمة في تقرير توزيع الصحف