باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
1135*120   Last

محمد لطيف: نعم طالبوا بتسليم هرون .. فمن هم ؟! ( 4)

تحليل سياسي

979

حدثتكم عن تلك الليلة.. واللقاء الذى ضم مسئولين كبار .. إنتهت مهمتهم بتهدئة خاطر السيد احمد هرون .. صحيح أنه كان جليا أن لا أحد منهم يتفق مع الدعوة لتسليم هرون أو إعادة التحقيق معه .. بل وكانوا يرفضون حتى إستقالته من منصبه .. ولكن الصحيح ايضا أن تلك الجلسة لم تخرج بخارطة طريق واضحة لكسر ذلك الطوق الذى يحاول أن يضربه البعض حول هرون .. وأزدحم المشهد بوقائع شتى .. تعددت و تعدد أبطالها .. ولا أدعى إحاطة بها .. وكرة الروليت تتدحرج من التسليم الى إعادة التحقيق الى الإقالة الى الإستقالة .. الخ .. غادرت احمد وهو فى غاية الكدر من كل ما حوله ..وقد عزمت أمرا .. فقد تشكلت لدى قناعة بأن هذه الكرة المتدحرجة لن توقفها إلا قوة اكبر من من يدفعونها ..!
و عشية اليوم الثانى قصدت مقر إقامة الرئيس .. وفى ذهنى كل الإحتمالات كان أقصى طموحى أن أحصل على تصريح من الرئيس .. يسمح بنشره .. حول موقف الدولة من قضية احمد هرون .. فكرت أن أسأله ما إذا كانوا بصدد تسليمه .. ولكنى تراجعت وسألت عن مدى صحة الحديث عن إعادة التحقيق .. أجابنى بسؤال .. من قال ذلك ؟ .. قلت له وزارة العدل .. فأنطلق الحديث من فمه كالرصاص .. .. وكنت قد ذهبت فقط .. كما يقول الإمام الصادق المهدى .. لأصطاد أرنبا .. لكن رد الرئيس الغاضب حينها كان( هارون لن يستقيل ولن يقال ولن يخضع لتحقيق ..) وأضاف وقد إزداد غضبا ( وزير العدل بنفسه قد سبق وأكد ان احمد هارون قد تم التحقيق معه بموجب اجراءات وطنية اثبتت براءته فلماذا إعادة التحقيق ومن قرر ذلك ..؟ ).. وأمام تلك الغضبة المضرية رميت بالكلمة الوحيدة التى فتح الله بها على .. ناسك .. جاءنى رده الذى لم أنشره يومها .. ( أنا ما عندى ناس بيعملوا كدة وأى زول بيفكر بالطريقة دى مش غير مسئول يبقى ما سودانى أصلا ..وعندما عدت الى أرشيفى وجدتنى قد كتبت فى نص الخبر نقلا عن الرئيس ( لن نخضع لأية ضغوط من أى جهة .. فى الداخل أو فى الخارج .. )!
وهنا أنقل من الخبر الرئيسى فى ذلك اليوم والذى تصدر صحيفة السودانى  (في أول تعليق للصحافة السودانية على بيان المدعى العام للمحكمة الجنائية الدولية، قال رئيس الجمهورية المشير عمر حسن احمد البشير انه لا يعدو كونه ضربا من ضروب الابتزاز السياسى الرخيص، ومحاولة مفضوحة لتمرير بعض قرارات مجلس الأمن بعد أن عجزت الولايات المتحدة وحلفاؤها عن فرض تلك القرارات على السودان. رفض الرئيس فكرة استقالة احمد هرون -المتهم الأشهر على لائحة اوكامبو- وقال برنة غضب واضحة (احمد هارون لن يستقيل ولن يقال ولن يخضع للتحقيق مجدداً).وقال الرئيس، الذى تحدث الى (السوداني) مساء أمس في أول تعليق مباشر لصحيفة سودانية، إن بيان المدعى العام للمحكمة الجنائية الدولية كان متوقعا ويظل حلقة واحدة من حلقات التآمر على السودان ولم يكن مفاجئا ولن يكون الحلقةالأخيرة فى مسلسل الشر، كما اسماها، واستدرك بقوله (ولكن بعزيمتنا وصمود الأمة وقوة الإرادة قادرون على كسر كل حلقات الشر). ومضى الرئيس الى القول (اننا لن نستجيب للابتزاز السياسى، ولن نسمح بقبول اية ضغوط من أى جهة كانت ولن نقبل بالتعامل فى ظلها) وعليه أضاف الرئيس (فإن احمد هارون لن يستقيل ولن يقال ولن يخضع لأى تحقيق) ..!
أما ما لم تنشره السودانى يومها ايضا فهو قول الرئيس ( عنده إخوانه مستعدين يضحوا بيه لكن أنا لا ) .. خلت أن تعقب تلك الغضبة المضرية ( كشة شاملة )  .. الشىء الذى لم يحدث .. ولكن .. وطوال اكثر من عقد من الزمان ظلت تلك الرموز تختفى .. واحدا تلو الآخر .. فيما يصعد نجم احمد هرون .. والمفارقة أن العلاقات الخارجية لم تشهد إنفراجا إلا بعد مغادرة تلك الرموز مسرح الفعل السياسى .. فهل فيكم من ينتظر عودة ( الحرس القديم) ؟ ! إنتهى

التعليقات مغلقة.

error: