باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
Baraka Ins 1135*120

لينا يعقوب: هل أتاك حديث داعش؟!

1٬473

 

هل تذكرون بيان أسرة الشيح أبو زيد محمد حمزة، التي ناشدت السلطات قبل أيام التدخل للحفاظ على أبناء نجلهم عبد الرؤوف – المحتجز بسجن كوبر – من التطرف والفكر الإرهابي؟!
عبد الرؤوف الذي أسدلت أمس الأول، الدائرة الجنائية التابعة للمحكمة القومية العليا، آخر فصول قضيته، عبر تأييدها حكم محكمتي (الموضوع والاستئناف) بتنفيذ الإعدام عليه شنقاً، بعد إدانته بقتل الدبلوماسي الأمريكي جون غرانفيل.
تلك القصة، أحاطت بها أحداث دراماتيكية منذ مقتله عام 2008، لكن ليس في طريقة القتل فقط، إنما حتى بعد إلقاء القبض على المدانين، عبد الرؤوف وصحبه، الذين هربوا من سجن كوبر في خواتيم عام 2010 عبر حفر نفق إلى خارج السجن كسابقة غريبة في تاريخ السجون السودانية.
بعد مضي 10 سنوات، تقول الأسرة في بيانها، إن أتباع داعش غسلوا أدمغة الأبناء (جهاد ولينة) وحرموهم من التعليم ومنعوهم من زيارة والديهم وأرحامهم وأن مصعب شمس الدين أحد أتباع داعش العائدين من جماعة بوكو حرام بنيجيريا، تزوج من طليقة عبد الرؤوف الجمعة الماضية 11/ 5.
ألجمتنا الدهشة من جرأة البيان.. متى تزوجت تلك الطليقة، كان اسمها مشيرة، ناشدت من سمّته “أمير المؤمنين” أبو بكر البغدادي أن يفك أسر زوجها، حيث قالت في رسالتها:
(نناشد أمير المؤمنين وقرة عيون الموحدين “أبا بكر القرشي البغدادي” ـ متعنا الله بعلمه وجهاده ـ أن يسعى لفك أسر عائلنا الوحيد بعد الله، الذي أُسر لمشاركته في قتل الدبلوماسي الأمريكي “جون غرانفيل” وقد حُكم عليه بالإعدام وفي كل يوم نضع قلوبنا على أيدينا خوفا من سماع تنفيذ حكم الإعدام، وقد شاهدنا مناشدة والدة الأمريكي المأسور لديكم تناشدكم إطلاق سراح ابنها، فناشدناك الله يا أميرنا أن تطالب بعائلنا لتحريره في صفقة تفاوضكم مع العلج، فالله الله ناشدناك والله الله رجوناك).
ها هي مشيرة، طلبت الطلاق من زوجها قبل أن يُنفذ عليه حكم الإعدام، بل وتزوجت من داعشي آخر، كما تقول الأسرة.
من يقرأ الكلمات يظن أنها كُتبت في عهد الصحابة، ويشعر للحظة أن الإيمان الحقيقي من صبر وصدق ووفاء مجسد في هذا الفكر ومعتنقيه.
عبد الرؤوف أعلن توبته من التطرف عبر حوار صحفي مع الزميل المميز فتح الرحمن شبارقة، لكنه جاء في الوقت الضائع، حيث طلبت والدة غرانفيل من قاتلي ابنها ذلك في وقتٍ سابق، لكنهم أبوا ورفضوا.
إن قصص داعش تستحق أن تُدرس لمن تأتيه مجرد خاطرة باعتناق هذا الفكر.
نسأل الله الفرج لأسرة “الشيخ أبو زيد” ولعبد الرؤوف وأبنائه الذين جمعتهم صورة قبل أيام قرب “عَلَم داعش”.

التعليقات مغلقة.

error: