باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
1135*120   Last

عابد سيد أحمد: شمو وخوجلي والاعلام الحكومي !!

كل الحقيقة

656

(1)

في احدي الندوات التي نظمتها قبل مدة جهة رسمية حول الاعلام الحكومي قال الخبير الاعلامي الكبير علي محمد شمو امدالله في عمره (اننا في الاعلام الحكومي ندافع ولا نبادر) واستشهد في حديثه بعدة امثله من بينها ما جري في هجليج وكيف اننا عندما انتصرنا علي الحركة الشعبية في المعركة هناك في الثانية ظهرا تاخرت اجهزتنا الاعلامية الحكومية في بث الخبر حتي الرابعة عصرا فيما كان اعلام الجنوب سباقا بادعاء انسحاب قواته في الثانية ظهرا ليظهرنا امام الناس باننا لم ننتصر

(2)

ظل يردد استاذنا الكبير حسين خوجلي كثيرا عبارة ( ان الانقاذ اذكي من اعلامها ) ولم يقل ذلك اعتباطا فالرجل متابع للحالة الاعلامية واصرار اعلامنا الحكومي علي ان ينتظر التوجيهات في كل مره دون ان يستوعب الخط فيدعمه ويكون مساندا لخطوات الحكومة ومع انتظاره هذا ظل يفوته القطار في كل مرة في ظل التطور الاعلامي الحاصل في العالم والذي ان لم تكن فيه سباقا وبذكاء سبقك الاخرون وشكلوا باجندتهم الراي العام

(3)

عندما تولي المهندس ابي عزالدين ادارة اعلام رئاسة الجمهورية قدم نموذجا مشرقا في التواصل السريع مع الاعلاميين مساعدا في سرعة انسياب المعلومة الا ان الجمود عاد من جديد بعد رحيله وغابت سرعة انسياب المعلومة والمبادرة في تمليكها

(4)

مع تطاول الازمات الاقتصادية الحالية وسؤال الشارع عن الاسباب عجزت الاجهزة الاعلامية الحكومية عن قيادة خط لتبصير الناس بالاسباب وخطي المعالجات الممكنة وفشلت في التواصل مع المسؤولين لاستنطاقهم وتركت الفرصة للاعلام الخارجي ووسائل التواصل الاجتماعي ليقول مايشاء دون ان تنجح هي حتي في تنفيس الناس بسماعهم لاصواتهم عبر الاجهزة الاعلامية ورد المسؤولين عليهم

(6)

وزارة الاعلام الاتحادية ظلت تشكل الغياب في قيادة الخط الاعلامي الذكي المتناغم بين الحكومة واجهزتها الاعلامية ومع الاخرين وظلت تفاجئنا كل حين باقامة منبر اعلامي باستضافة وزارات لاعلاقة لها بموضوعات الساعة

(6)

الناطق الرسمي للحكومة وزيرنا د. احمد بلال برغم طولة بقائه في موقعه الا انه يؤخذ عليه في كثير من تصريحاته خلطه بين موقعه كناطق باسم الحكومة وبين كونه رئيسا لحزب مشارك فيها فتخرج منه تصريحات تخالف خط الحكومة تحسب علي الحكومة فلايجد بدا بعدها من ان يقول ان ما قاله كان بطاقية حزبه
(8)

اعادة دمج الاذاعة والتلفزيون تجربة فشلت ثلاث مرات ولكننا مانزال مصرين علي الاستمرار فيها برغم زيادة اضعافها للجهازين علي ضعفهما في كل مرة اما تلفزيونات الولايات فقد تحولت بعد ان اطلقت ولاية الخرطوم تلفزيونها في الفضاء الي فضائيات بمبدا (مافيش حد احس من حد ) بغض النظر للحاجة و للامكانات المالية والبشرية عندها ومع موضة القنوات الولائية هذه ظلت حكومات الولايات مع فقرها تنفق عليها شهريا مليارات الجنيهات لمقابلة تشغيلها خصما علي خدمات مواطني الولاية الذين يضطر كثير منهم كل حين للهجرة للخرطوم التي لم تعد تحتمل اكثر مما بها
(9)

وبقطعنا لصلة قنوات الولايات بالمركز غاب التنسيق و الرقيب والتدريب وتحول الاعلام في بلادنا في ظل الحكم الاتحادي الي جزر معزولة كل تلفزيون ولاية هم ادارته ارضاء الوالي لتتحول تلفزيونات الولايات البعيدة عن المركز الي نشرات لحركة الوالي وحكومة الولاية ولا رسالة ولا دور يخدم المواطن

(8)

ليقفز السوال : اذا غاب تلفزيوننا القومي وغابت قنوات الولايات عن شاشات بيوتنا في كل السودان ولم تصل للخارج هل يحس المواطن هنا او غيرنا بالخارج بان شيئا ينقصهم لا اعتقد فالامر يحتاج من الدولة وهي تبدا في الاصلاح بان تصلح من حال الاعلام الحكومي الذي لا يرضيها ولم يرض المواطن ولم يحقق اثرا بالداخل والخارج ويكلفها مالا ضخما بلا عائد ويضرها ولا ينفعها في ظل التطور الاعلامي الحاصل في العالم الذي تجاوز اعلام الديوانية الي اعلام المبادرات والتي تحتاج الي اعادة النظر في السياسات والمناهج وفي المؤسسات وطبيعتها وقيادتها وكل مامن شانه ان يجعل عندنا اعلاما ذكيا مبادرا وفاعلا ومؤثرا

التعليقات مغلقة.

error: