باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
taawuniya 1135*120

لينا يعقوب: مزورة تاني؟!

485

كتبت الصحفية المعروفة علوية مختار على صفحتها في “فيس بوك” أنها تحولت تقريباً لمتسولة، رغم أنها تملك مالاً في حسابها الخاص..
قالت علوية إنها “لفَّت” على الصرافات ولم تجد بها نقود، فاتجهت إلى البنك وانتظرت الصفوف الطويلة بلا فائدة، لأن المواطنين “الموردين” هربوا من الإيداع، فاضرطت لأنها لا تملك نقوداً للدخول إلى “سيوبر ماركت” والوقوف بقرب “الكاشير” وانتظار بعض المشترين حتى تعرض عليهم دفع “سلعهم التموينية” عبر بطاقة الصراف الآلي، وأخذ “الكاش” منهم، ويبدو أنها نجحت في ذلك وعادت إلى المنزل..!
حكيت لأحد أعضاء المؤتمر الوطني قصة “علوية” ربما لأعرف إن كانت هناك حلول مقترحة أو أن الحزب يشعر بمعاناتنا، لكنه فاجئني قائلاً “دي فكرة ممتازة، طيب أحسن نقيف في السيوبرماركت بدل البنك”..!!
صمت لبرهة لأعرف ما إذا كان يمزح، لكن للأسف كان جاداً، وسرد حكاية لا تبتعد مأساوية عن قصة علوية..
ويبدو أن علوية كأنها أعطت الفكرة للآخرين، فسارعت الصحفية نازك شمام إلى “سيوبر ماركت” معروف لشراء ما ترغب به عبر بطاقة الصراف، غير أنها تفاجئت باعتذار لطيف من “الكاشير” أنهم لا يقبلون الدفع الإلكتروني صباحاً ويومي الجمعة والسبت..!
ومع ذلك ذهب آخرون في التوقيت المعني وتم الاعتذار لهم..
لا يمكن أن تسود فجأة ثقافة الصراف أو الدفع الإلكتروني دون أساس ومقومات، وتمتنع البنوك عن إعطاء النقود لأصحابها المحتاجين إليها لأسباب لا نعرفها تعود في الغالب لبنك السودان..
كثير من المؤسسات الآن، باتت تصرف لموظفيها ومنسوبيها عبر المحاسب في المؤسسة، بدلاً من “جهجتهم” وراء البنوك والصرافات الآلية الفارغة..
في هذا الوضع القاتم والسوداوي، تُقدم بعض البنوك إعلانات في القنوات الفضائية دون خجل أو حياء، وهي التي لا تفي بالبند الأول المتمثل في سحب المال..!
هذه الإعلانات الاستفزازية أشبه بمن يقتل القتيل ويمشي في جنازته..
وها هو البنك المركزي يُعلن عن تغيير فئة (50) جنيهاً لوجود (50) مزورة، كما قال أمس..
منذ خمسة أشهر والسودان يعاني من شح السيولة، وفي ظل الأزمة، يقول البنك هناك فئة نقدية مزورة، مع العلم أننا لم نشاهدها مطلقاً ولم تتداول في “السوشيال ميديا” أو تُظهرها الأجهزة الأمنية والشرطية..
رسالة للبنوك.. نريد أموالنا ومرتباتنا حقيقية كانت أم مزورة.. ارحمونا يرحمكم الله.

التعليقات مغلقة.

error: