باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
taawuniya 1135*120

لينا يعقوب: “شر البلية”

476

أعدت القراءة مرتين وثلاثاً، لم يكن سهلاً تصديق ذلك التصريح “المُضحك”، رغم أنه جاء في مؤتمر صحفي مشهود.
مع كامل تقديرنا لمدير عام وزارة الصحة – ولاية الخرطوم – ومدير الطب العلاجي بالوزارة، اللذين أرادا دفع الاتهامات عن مُستشفى مُتهم بالتقصير، فنزعا ثوب الإنسانية، وفتحا الباب واسعاً لسؤال “هل هكذا هم الأطباء؟”.
قبل يومين نشر أحد المواطنين صوراً لـ”جثة” مجهولة الهوية، قال إنها بقيت بقرب المرضى في مستشتفى بحري ما يقارب 12 ساعة، وإلى وجود أحد المرضى مستلقياً على الأرض بجوار الجثة المجهولة، ووثق المواطن حديثه بالصور، مشيراً إلى مستوى النظافة المتردي في المستشفى، فضلاً عن عدم وجود سوى طبيبين أحدهما اختفى بعد منتصف الليل.
ما إن انتشر “المنشور” في وسائل التواصل الاجتماعي حتى رد عليه الوزير مأمون حميدة، مقراً بحقيقة وجود “جثة” مجهولة الهوية بقرب المرضى غير أنه ألقى باللائمة على الشرطة، لعدم توفر أفرادها في مكاتبهم!
وبرر وجود مريض مُلقى على الأرض أنه كان مخموراً وكثير الحركة.
غير أن مدير عام الصحة، بابكر محمد، ورغم اعتراف الوزير، أعلن أنهم بصدد فتح بلاغ في نيابة جرائم المعلوماتية ضد المواطن الذي وثق مأساتهم بالصور، بحجة أن دافعه “التشهير” وليس النقد والإصلاح، بل ذهب لأبعد من ذلك حينما تعمق داخل “عقله” و”قلبه” متهماً إياه بأنه “مبيت النية”!
أما أخطر ما في حديث مدير الطب العلاجي محمد إبراهيم، زميل مدير عام الوزارة، أنه فَضَحَ المريض الذي كان مستلقياً في الأرض، قائلاً إنه أصيب بتشنجات وهبوط حاد في سكر الدم نسبة “لتسمم كحولي” أحضرته على إثرها دورية الشرطة!
ويضيف مدير الطب العلاجي، أن قرار الطبيب المعالج قضى بأن يُعالج على “الأرض” نسبة لأن إصاباته تستوجب ذلك!
إن كان المواطن التقط صوراً للمرضى، دون علمهم أو بعلمهم، لأنه أراد توثيق أخطاء مأساوية و”خطيرة”، فهل هذا يعني أن يفضح الأطباء مرضاهم أنهم جاءوا إلى المستشفى مخمورين وسُكارى؟!
منذ متى يكشف الأطباء أسرار مرضاهم ويتحدثوا عنها في الإعلام؟
ما يحدث في القطاع الصحي يستدعي وقفة ومراجعة.
بدلاً عن الاعتراف بالتقصير، وبغياب الأطباء واتساخ المكان وإهمال إدارة المستشفى لمرضاهم، لجأوا إلى فضح من يأتي إليهم مُستشفياً، وإلى فتح بلاغات بمن وثّق لأخطائهم.

التعليقات مغلقة.

error: