بعد الكهرباء والوقود.. “الخبز” هل يصبح ثالث الأزمات؟

الخرطوم: باج نيوز

علامات الاستياء تبدو واضحة على وجوههم، وهم يقفون في صفوف غير منتظمة للحصول على حصتهم من الخبز، تدور في أذهانهم الأسئلة والاستفسارات التي تندفع إجاباتها من ألسنتهم .. يقولون 🙁 أرهقتنا الأزمات)

ربة منزل بعد أن وقفت لمدة ساعة في صف الخبز قالت إنها أصبحت تنتظر في صف الخبز لفترة طويلة حال كان متوفراً، لكنها تستغرب من هذا الوضع الذي ظهر فجأة لتتساءل “ماذا بعد الخبز؟”.

على مدى اليوميين الماضيين، تعيش العاصمة السودانية الخرطوم ، بوادر أزمة “خبز” حيث تصاعدت وتيرة التكهنات بأن ثمة مايلوح في الأفق أن ما وراء الأزمة هو عزم الحكومة السودانية زيادة أسعار الدقيق ومن ثم زيادة أسعار الخبز ليكون  سعر عدد 3 رغيفات بقيمة 5 جنيهات مقارنة بسعر الرغيفة الحالي واحد جنيه.

ذات المشهد تكرر مطلع العام الحالي بعد حدوث أزمة مشابهة لما يحدث الآن إلا أن نتيجتها كانت زيادة أسعار الخبز إلى واحد جنيه بدلاً عن اثنين بقيمة جنيه وهو الأمر الذي برره اتحاد المخابز وقتها بأن ارتفاع أسعار الدولار الجمركي إلى 18 جنيهاً بدلا عن 6.9 جنيهات أدى إلى زيادة أسعار الخبز سيما في ظل إنتاجية البلاد المنخفضة من القمح التي لا تتجاوز 17% من الاستهلاك المحلي من جملة الاستهلاك السنوي الذي يقدر بمليوني طن سنوياً.

الأزمة هذه المرة  تبدو مبهمة الأسباب في رأي الأطراف ذات الصلة غير أن الفكي عبدالله صاحب مخبز بمنطقة الصحافة جنوب الخرطوم يرفض إطلاق وصف (الأزمة) على ما يحدث حالياً، حيث قال لـ(باج نيوز) إن هنالك نقص في الكميات الممنوحة من الدقيق عبر الوكلاء وهو ما يقلل من الإنتاج اليومي للمخابز.

على ذات الطريق يسير علي إبراهيم العامل بمخبز في منطقة الشجرة أن هنالك دقيق يمنح من الوكلاء إلا ان الحصة الممنوحة غير كافية لمواكبة الاستهلاك المحلي لولاية الخرطوم مشيراً إلى أن المخابز لم تعمل على رفع أسعار الخبز وبقيت على ماهي عليه لجهة أن اسعار الدقيق لازالت ثابتة كما هي.

مصدر مطلع بأحد المطاحن الكبرى بالبلاد- فضل حجب هويته- أكد على توفر القمح بالمخازن وعلى استقرار أسعار جوال الدقيق عن 550 جنيهاً للجوال قاطعا بعدم وجود أي إتجاه للزيادة التي قال إنها (لاتأتي عبر قرار منفرد من المطاحن وإنما عبر التنسيق بين وزارة المالية وإتحاد المخابز).

الأمين العام لإتحاد المخابز، بدر الدين الجلال، انتقد بشدة الترويج لوجود زيادة في أسعار الخبز تطبق خلال الأيام القادمة وأعتبر الأمر حديث (غير مسؤول ويهدف إلى إحداث بلبلة في وسط المواطنين) وأرجع في حديثه مع (باج نيوز) أسباب شح الخبز خلال هذه الأيام لإنقطاع التيار الكهربائي عن المطاحن بما يساهم في عدم خفض إنتاجها اليومي علاوة على وجود أزمة في توفير الجازولين للمطاحن وأشار إلى أن حصة الجازولين التي تم منحها خلال اليوميين السابقيين لم تكن كافية .

وشدد الجلال على ضرورة التزام وزارة الموارد المائية والري والكهرباء بتوفير الكهرباء للمطاحن حتى إذا تم سحبها من من القطاعات الأخرى تجنباً لاستفحال أزمة الخبز مؤكداً على أن المطاحن لا تعاني من أي مشاكل من شأنها أن توفر الكميات الكافية من الدقيق للمخابز.