باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
1135*120   Last

مع “سلفا” في جوبا (1)

483

لينا يعقوب

وفي أذهاننا أن الرئيس سلفاكير ميارديت سيحضر إلى الخرطوم خلال ساعات لتوقيع اتفاق سلام مع المعارضة؛ كنا نُحلل وُنخمن سبب زيارتنا إلى جوبا برفقة وزير الخارجية ووفده الدبلوماسي الموقر.

ما يُمكن أن يكون معلوماً لنا، أن الوزير الدرديري محمد أحمد، سيسلم رسالة رسمية من الرئيس البشير إلى سلفاكير لحضور مراسم التوقيع في الخرطوم غداً الأحد.. لكن كان لا بد من البحث عن الجديد في هذه الزيارة، التي تأتي في أجواء “سلام” لكنها لا تخلو من “ربكة وتعقيد”.

لم يطُل الوقت حتى بدأت الأشياء تظهر رويداً رويدا..

بترحيب وحفاوة وابتسامة كانت أولى كلمات سلفاكير في القاعة “أعلم ما أتيتم به إلى جوبا وأنا جاهز”..  لكن ما هي إلا دقائق حتى طُلب منا الخروج وانتظار الرئيس والوزير لحين انتهاء الجلسة وبدء اللقاء الإعلامي.

بعد ساعة أو أقل قليلا جلس سلفا على يمين المنصة، والصادق الرزيقي على يساره، في مشهد لا يخلو من “خطورة وغرابة”.

قلت للزملاء إن علم سفاكير أن الرزيقي هو رئيس تحرير الانتباهة، ربما يغضب، لكن اعتقادي خاب في منتصف اللقاء، بعد أن سأل الرئيس: “انتو الانتباهة وين؟” ليضحك الجميع بين مصدق ومكذب..
و(الانتباهة) هي الصحيفة الأكثر توزيعاً ومقروئية في السودان، وعرفت بدعمها التوجهات الانفصالية، كما أنها تخصصت في إبراز أخبار الجنوب التي يرى الكثيرون أنها ضد حكومة سلفاكير.

هكذا كانت المشاهد في جوبا ومع “سلفا” مثيرة وجديدة..

بأريحية وهدوء، بعيداً عن الدبلوماسية أو “الزوغان” كان سلفاكير واضحاً في إجاباته، بل إنه طلب منا أن نسأل في أي شيء بحرية دون تردد..
وقبل أن طرح عليه الأسئلة، باغتنا بـ”ظنون” لم ينتظر التيقن منها، “كنتو قايلين حتشوفوا موت وجثث في الشوارع.. هذا ما كنتم تتصورونه”، ثم أوجز في دقائق “جوبا آمنة والاقتتال توقف فيها منذ 2016 “.

كان يُلقي لوماً ناعماً على الخرطوم، رغم إشادته بدور السودان والرئيس البشير، فلم يُخْفِ أن مقترح النواب الخمسة كان “منا” ومن الوساطة، مبدياً استغرابه من الدور الذي يمكن أن يلعبه في إحداث صلح بين الحكومة وقادة الحركة الشعبية شمال والخرطوم تمنعنهم من زيارة جوبا.

وكان سلفا يُشَرِح ما قد يعترض الاتفاقية من مشاكل وصعوبات، لا تقتصر فقط على توفيره “العربات والمكاتب والمساكن والمميزات الأخرى” لكل نائب، إنما تتعدى ذلك إلى ظنون رياك وصحبه من النواب، الذين يُطالبون بضمانات لحمايتهم، رغم أنه من يوفرها لهم.

وللحديث بقية

 

التعليقات مغلقة.

error: