باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
Baraka Ins 1135*120

قسم خالد: كلنا شركاء …!

إلى أن نلتقي

466

لم تكن ملاعبنا وحدها هي التي تعيش وضعاً مأسوياً وتغرق.. قبل الملاعب غرق (23) طفلاً، نعم (23) طفلاً ماشين المدرسة، فهل بعد ذلك فواجع ؟؟

حياتنا كلها باتت وجعاً، حياتنا أصبحت تعرف (بالصفوف) صف بنزين ، صف الرغيف ، والأغرب من كل هذا في البنوك ،فهناك صفين ، الصف الاول تقيف عشان تقطع تذكرة ، والصف الثاني عشان يدوك (2000) جنيه ، والـ (2000) دي تمشي اقرب بقالة يدوك ليها في كيس صغير بس ، فهل هناك وجع أكثر من هذا ؟؟

أجلوا مباراة الهلال والأهلي شندي ، قاموا أعلنوها ، تاني قاموا أجلوها (المطر المطر ، نزل المطر) وبرد الجو ، هكذا كنا نقرأ في كتاب المطالعة الابتدائية ، لم يبرد الجو بل بردت أطرافنا ، تحجرت أعيننا ، فاضت مآقينا بالدم وأطفال صغار يموتون غرقاً في النيل بعد ان غرق بهم مركب، وكل الذي فعلته صحفنا (مانشتات)، وكل الذي فعلته حكومتنا تعازي لاسرة الغرقى، لم نسمع بوالي استقال، كل الذي فعله الوالي ان أعلن عن الحداد وعدم تقبل التهاني في عيد الأضحى المبارك، نعم ليس بمقدوره ان يمنع الاقدار، لكنه قصر ايما تقصير.

لم نسمع بأي من المعتمدين في عاصمتنا المثلثة قد تقدم باستقالته ، ومعتمدياتهم باتت عبارة عن برك من المياه ، تعالوا لمعتمد أمبدة، من يدخل لهذه المدينة يظن انه في فنيسيا ليس جمالا بالطبع لكنها المياه التي غمرتها  تماماً، ولا يوجد شبرا فيها بلا مياه، أمام مقر محليته الجديدة توجد بركة كبيرة مليئة بالمياه وهو يسكن هناك بعيداً عن تلك المدينة رغم ان الولاية خصصت له منزلاً ليجاور ساكني هذه المدينة يتلمس مطالبهم، يحل مشاكلهم، فضل ان يقطن جبرة حيث لا كهرباء تقطع ولا مياه معدومة ويترك ابناء محليته يعانون ويعانون من ايجاد جرعة ماء.

والمراجع القانوني يكشف لنا ان محليته قد رهنت املاك الدولة لبنك قطر دون علم مجلس الوزراء ، نعم هكذا والسيد الوالي لا يحرك ساكناً.

معتمد أمبدة وعندما انهارت تلك المدرسة على بنات بلادي وأودت بحياة ثلاثة من تلميذاتها ظننا ان سيادته سيقدم استقالته، لكنه فضل البقاء على جثث هؤلاء الأطفال حتى جاءت الأمطار لتكشف عورة محليته.

وعندما أطلق السيد رئيس الجمهورية تلك التصريحات ببقاء الرجل في محليته معتمدا عليها ظن ان الأمر مدعاة للكسل فلم يفعل شيئا وها هي محليته تحرز المركز الاول من حيث تلوث البيئة وتوالد الباعوض وانعدام المياه، وانهيار المدراس.

ان كان يملك معتمد أمبدة ذرة من الاحساس لقدم استقالته اليوم قبل الغد ، لكنه لم يفعل ولن يفعل .  

محليته  لا تدخر جهداً في فرض رسومها وجباياتها على كل الاسواق وكل المحلات التجارية واصحاب الدرداقات؛ وبائعات الشاي؛ ورسوم كثيرة ولو انه يملك القدرة على فرض جباية على أنفاس موطني المحلية لفعل.

ويكفيه عاراً انه هو من قدم اقتراحاً أمام مجلس تشريعي الولاية برفع رسوم النفايات في محليته لـ (150) جنيهاً، نعم اقترحها ولكان الأمر بيده لجعلها الف جنيه لأنه لا يعرف ما تعانيه الأسر .

معتمد أمبدة لم نره يوماً يقف في صف الرغيف، لم نره في صف البنزين، لم نره يبتاع ما تحتاج أسرته ، ولم نر إبنا من أبنائه في المدراس الحكومية في المحلية  لذا من الطبيعي ان لا يشعر بمعاناة تلك الأسر، ولذا من الطبيعي ان يقترح مبلغ الـ(150) جنيها رسما للنفايات.

لهفي على عشرات الاسر الذين انهارت منازلهم جراء الامطار؛ في وقت يقطن فيه السيد المعتمد هناك مع أسرته بعيدا عن محليته،  

مواطن المحلية بات يومه مقسما ما بين صفوف العيش وصفوف الجاز والغاز والبنزين اما الصرافات الالية فهذا بحر لا يجيد مواطنو المحلية العوم فيه.

 مواطن محلية امبدة يظل ملاحقاً لجشع أصحاب الحافلات والهايسات الذين اخترعوا تعريفة لوحدهم وبمزاجهم ولا أحد يسألهم او يضعهم تحت طائلة القانون لأن لا احد يراقبهم ولأن الذين يراقبونهم لا يعرفون الوقوف عند المحطات ولا ركوب الهايسات.

طفح كيل بالمواطن المسكين، هداه التعب وأعيته الصفوف وطفحت شوارعه بمياه الامطار والقاذورات؛ وباتت الظروف الصعبة تحاصره  وتضيق عليه يوماً بعد آخر ولا أحد من المسئولين يشعر بتلك المعاناة.

أخيراً أخيراً ..!

ووالي الخرطوم يخاطب الجمع في معاشيين ويتحدث عن الصفوف، ويقول عنها ان تلك الصفوف (ورثة) ورثتها الانقاذ من الحكومات التي سبقتها، نعم الصفوف كانت هي التي تميز كل الحكومات التي سبقت، لكن الا يستحق مواطن هذا البلد عزيزي والي الخرطوم ان يعيش عيشة رخية في مأكله وملبسه وعلاجه ومدارس أولاده؟؟؟؟

لا نرغب في  أكثر من هذا عزيزي والي الخرطوم فهل شعب ولايتك لا يستحق هذا ؟ وهل يستحق مواطن ولايتك نبرة (الامتنان) التي تتحدث بها ؟؟؟

نعم كان مواطن الولاية يقف الصفوف قبل (الانقاذ)، والآن ازدادت تلك الصفوف ليبقى السؤال ما ذنب المواطن المسكين لتكون حياته عبارة عن (صفوف)..؟

نعم كلنا شركاء فيما يحدث لهذا الوطن العظيم، لكن (الشراكة) تختلف من فرد لآخر حسب مسئوليته، أنا مسئول عن أسرتي وما يحيط بها ، وغيري مسئول عن أسرته وما يحيط بها ، والمعتمد مسئول عن مواطن معتمديته ، والوالي مسئول عن المعتمدين ، ورئيس الوزراء مسئول عن الوزراء ، ورئيس  الجمهورية مسئول من الشعب فكل مسئولية تختلف عن الأخرى ولو راعى كل مسئول رعيته بالشكل المطلوب لما تحولت عاصمتنا لبركة مياه، ولما اختنقت شوراعنا، ولما باتت (قفة الملاح) صعبة للغالبية العظمى من مواطني بلادي.

أخيراً جداً ..!

وتأبى الأوجاع ان تفارقنا والناعي ينعي الينا من تغني وأطرب، لحن فابدع، تغنى بـ(طول مفارق حيو) وتغنى بـ(والله وحدوا بينا) وتغنى بـ( ناس ناسيانا) تغنى بـ(ماقالو عليك حنين) تغنى بـ(معاي معاي في الدرب الطويل)  و(حيرت قلبي معاك) و(دنيا الريد غريبة) و(لما ترجع بالسلامة) وغيرها وغيرها من ارق الالحان وأعذبها عزيزي السني الضوي نم في مرقدك هانئاً فقد أعطيت وأجذلت العطاء.

أروع مافي السجود انك تهمس فيسمعك من في السماء

سبحانك اللهم وبحمدك

التعليقات مغلقة.

error: