باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
Baraka Ins 1135*120

محمد وداعة: السودانيون فى الصين .. هملة يا برلمان !

842

خبر مقلق عن اوضاع السودانيين فى الصين نشرته امس الزميلة صحيفة ( البعث السودانى ) ، الخبر كشف عن ما اسمته الصحيفة ازدياد معاناة السودانيين فى الصين و بالذات فى مقاطعة قوانزو حيث يقيم مئات السودانيين من رجال الاعمال و اصحاب المكاتب التجارية و الطلاب ، اوردت الصحيفة ان احد القادمين من الصين قال ان الحكومة الصينية ومنذ ما يزيد على عشرة اشهر اوقفت فتح اى حسابات جديدة للسودانيين ، و عممت قرارعلى البنوك باغلاق حسابات حملة الجواز السودانى ، للدرجة التى طالت بعض افراد البعثات الدبلوماسية و الطلاب المقبولين بمنحة من الحكومة الصينية ، وحسب معلومات تحصلت عليها (البعث ) فان المئات من السودانيين الذين يقيمون بطريقة نظامية و مرخص لهم بالعمل تم اغلاق حساباتهم المصرفية ، مما دفع بعضهم الى تصفية اعمالهم و الانتقال الى دول اخرى بينما فضل بعضهم العودة للسودان ،من بين مئات الطلاب يتواجد فى الصين حوالى (140) طالب جامعى مقبولين على نفقة الحكومة لا يستطيعون فتح حساب لدى البنك بينما تلزمهم جامعاتهم بسداد الرسوم من خلال الدفع الالكترونى من خلال حسابات بنكية ، و تتزايد حالات اغلاق حسابات المعاملات الالكترونية ، معلومات مؤكدة اشارت الى ان الجالية السودانية بقوانزوا اطلعت القنصلية السودانية التى بدورها خاطبت السفارة السودانية فى بكين لرفع الامر لوزارة الخارجية الصينية ، الحكومة الصينية لم ترد على مذكرة القنصلية او مذكرة السفارة فى بكين ، مساعى وزير الخارجية الدرديرى محمد احمد لم تفلح فى حل المشكلة ، د. عوض الجاز مسؤول ملف العلاقات السودانية الصينية السابق كان قد وعد بفتح الملف اثناء القمة الافريقية الصينية خاصة ان جاليات بعض الدول الافريقية تمر بنفس المحنة مع ازدياد وتيرة المعاملة العنصرية حيث اعلنت مناطق سكنية بملصقات على الجدران عدم رغبتها فى مستأجرين افارقة ،
لا شك ان الخبر شكل مفاجأة للكثيرين بظن ان العلاقات السودانية – الصينية ، استراتيجية ( سمن على عسل)، و هذا يعنى ان الحكومة تعامل الرعايا السودانيين ، بمثل ما تعامل الحكومة السودانية الصينيين فى السودان ، و لأن مثل هذا التعامل لا مبرر له و لا داعى له بين حكومتين بينهما علاقة صداقة كما تقول حكومتنا ،
واضح من سياق الخبر ان هناك التباس رؤية صينية ترتب عليه تعسف البنوك الصينية الحكومية مع السودانيين ، او ان الحكومة السودانية تستحى من مطالبة الحكومة الصينية للالتزام بالاعراف الدبلوماسية و حق المعاملة بالمثل ، ففى بلادنا بالقانون او بغيره امتلك الصينيون المصانع و المزارع و الدكاكين ، و لديهم حسابات بنكية ، و يسكنون حيث يشاؤون ، و يتحركون فى البلاد من اقصاها الى ادناها بحرية ، و الاهم من ذلك يعاملهم السودانيون كأصدقاء و بكرم سودانى حاتمى ، فلماذا يعامل السودانيون فى الصين بسياسة عدائية و طاردة ؟ و لماذا لم تحتف الصين بدور الحكومة السودانية فى اصلاح ذات البين بين الفرقاء الجنوبين رغم انم المستفيد الاول من المصالحة هو الصين ؟
لا خلاف ان اصلاح مثل هذه الاوضاع المائلة هو من صميم عمل وزارة الخارجية ، و لا خلاف ان حماية السودانيين فى الدول الاخرى هو من اوجب واجبات الدبلوماسية السودانية ، فماذا فعلت الخارجية ؟ وهل اثارت المشكلة مع نظيرتها الصينية؟
يساورنى احساس ان المعاملة الغير لائقة التى يجدها السودانيين فى الصين مقصود بها قرص ( اضان ) الحكومة ، ربما لتمنع الحكومة فى منح اراضى بمساحات شاسعة نظير الديون الصينية ، و عليه فلا بد للبرلمان من ان يقوم بدوره فى مساءلة وزير الخارجية عن اوضاع السودانيين فى الصين ، و اصدار قرار يلزم الحكومة بالمعاملة بالمثل ، او اصلاح الاوضاع القاسية والمهينة التى يتعرض لها السودانيون فى الصين ،

التعليقات مغلقة.

error: