باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
taawuniya 1135*120

مجدي عبدالعزيز: نباهة التواصل الإعلامي الرسمي

الرواية الأولى

1٬120

• كان حظنا سعيداً جداً وموفق أن نتلقي التدريب علي يد المستر أرويل – أحد دهاقنة ( بي بي سي ) السابقين ، وأحد مستشاري حكومة توني بلير الذين نجحوا في تعديل صورة رئيس الوزراء البريطاني امام الرأي العام حينها من : ( تابع ) لسياسات الولايات المتحدة ( بوش الإبن ) الي : دور بريطانيا كقوي عظمي في القضايا الدولية ( حسب ما أرادوا رسمه ) ، ذلك بعد تلقي بلير للضربات الإعلامية والسياسية الشهيرة نتيجة ولوغه في اجتياح العراق عسكرياً ضمن التحالف الذي قادته الولايات المتحدة .
* الدورة التي تفضلت بإرسالي إليها إحدي المؤسسات الرسمية في فبراير من العام ٢٠١٣م – كانت ضمن منظومة البرامج الغنية والمجودة لمركز الجزيرة الاعلامي للتدريب والتطوير بالدوحة ، ومادتها ( الناطق الرسمي ومهارات تنظيم المؤتمرات الصحفية ) كمنحي آخذ في التطور ومكتسِب للقواعد والأسس العلمية المستقاة من التجارب ووقائع تواصل الإعلام الرسمي مع الرأي العام وقطاعات الصحفيين والإعلاميين .
* في قسم من أقسام الدورة إستخدم ارويل منهج الإسقاط علي أحداث وقعت بالفعل وتحليل حالات لمطبات إعلامية شهيرة ، وكان المثير والشيق الذي عكسته خبرة ( الخواجة ) هو آخذه للدارسين – الذين جلهم من الإعلاميين الرسميين – الي مراتب الدهاء في صناعة الأحداث وترتيب أولويات إبرازها وتطويعها لخدمة الأغراض قريبة وبعيدة المدي ، بالإضافة الي المبادئة والسيطرة الأدبية علي منابر المؤتمرات الصحفية المفتوحة ، والإدلاءات الإعلامية .
* في إحدي الجلسات طلب أرويل من الذين يعرفون او يمارسون لعبة الشطرنج ان يظهروا أنفسهم برفع الأيدي ، ثم داهمنا بسؤال عن كنه اللعبة ، فأجبت بأنها الان من الرياضات الذهنية ذائعة الصيت وتنظم منافستها الدولية عبر اتحاداتها المعنية ، لكنها قديماً إرتبطت بأنها لعبة الحرب التي يمارسها القادة العسكريون أمثال نابليون الذي اشتهر بها لترويض الذهن التكتيكي في سبيل تحقيق النصر وهزيمة الأعداء , هنا قاطعني المدرب ارويل : نعم العسكريون يرغبون في (النصر) ، لكننا هنا كإعلاميين رسميين نهدف الي تحقيق (الكسب) – روضوا أذهانكم واستخدموا كل أدوات اللعبة بذكاء وتذكروا في ميداننا هذا دوماً كسب ركزوا علي الكسب .
* مؤخراً أثار الأخ رئيس الوزراء معتز موسي الرأي العام إعجاباً وإستحساناً بإجتراحه لنهجاً جديدا في التواصل الإعلامي المباشر عبر (السوشال ميديا ) وأكبر دليل علي نجاح التجربة هو التفاعل الكثيف الذي احدثته التجربة – كذلك كسب ( دولته ) أراضي واسعة في السوح الإعلامية بالتعبير عن إيمانه بعدم الإستفادة من حجب المعلومات أو إخفاء الحقائق – لكن لم يرق لي السجال الذي وقع مؤخراً بين مكتبه وموقع (باچ نيوز) علي إثر زيارة موانئنا بالبحر الاحمر – من منطلق عناصر المرونة والكسب الواجبة الإستخدام في هكذا معالجة – رغم معرفتي بنباهته وزمالتي الصحفية السابقة لمسؤوله الإعلامي إلا أنني لا أعتب عليه بل الحظ عدم إحسان ترتيبات مجمل الزيارة ، فالزيارة في حد ذاتها وتفاصيلها منذ بدايتها الي نهايتها هي حدث ومادة إعلامية تحت الأضواء الكاشفة التي تبين أهدافها ونتائجها ، وأيضاً تظهر كل شيئ حتي الثقوب ( والثغرات ) .
* قبل فترة أُطلق وصف ساخر علي وظيفة احد المتحدثين الرسميين وسمي ( بالنافي الرسمي ) وللوهلة الأولي يتضح أن كثرة الاستدراك وتكرار الإشارة علي ان المقصود علي غير ما نشر هما وراء هذا الوصف ، مما يثير تساؤلات الضبط والدقة التي يطالب بها المسئولون الصحفيون .
* صحيح إن اتخاذ العمل الصحفي والاعلامي من قلة كواجهة لأغراض غير المهنة او لإيضاح الحقيقة او لخدمة الرسالة المقدسة – يعد عمل غير أخلاقي ويتحمل فاعلها وزرها وحده دون جموع العاملين – وبالمناسبة هذه ممارسة موجودة في كل دول العالم فمن يحد من رغبة أجهزة المخابرات ، او التنظيمات او اي شكل من الأشكال من الاستتار خلف هذه المهنة الطليقة وتوظيفها – المهم علي المؤسسات الرسمية في حالتي المهنة او الغرض أن تكف عن العويل والبحث الهستيري عن المصادر إن خرج للعلن ما لا ترغب في إخراجه او طريقته او توقيته إن هي لم تحرص علي إحسان أمورها ثم علي التواصل الذكي والإجتهاد في الكسب .
* خسر رئيس اكبر دولة في العالم وربحت الصحافة من الجدال الذي جري مؤخراً بين الرئيس الأمريكي ترامب ومندوب قناة ( سي إن إن ) في البيت الأبيض – بسبب أن ترامب اراد تحقيق نصر او قل سحق أشبه بالعسكري علي صحفي باتهامه بالتلفيق ثم محاولة إخراسه علي الملاء ، ولَم يلهمه موقعه الرئاسي الرفيع بإستخدام مهارات الكسب الإعلامي الذكية – التي نأمل أن تحكم التواصل الإعلامي الرسمي في بلادنا .. والي الملتقي

التعليقات مغلقة.

error: