باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
1135*120   Last

نازك شمام: تصريحات خاوية

1٬216

بعد أن تطاولت صفوف المركبات التي تنتظر حصص الوقود لما يزيد عن الأسابيع الثلاثة، من الله على أحد المسؤولين بالخروج من عباءة الصمت التي تتدثر بها الحكومة منذ أن اشتدت وطأة الأزمات فخرج وكيل وزارة النفط مساء أمس الأول بتصريح معاد ومكرر وبات غير ذي قيمة وكأنه محاولة خجولة لتطييب خاطر المواطن المسكين الذي بات لا حول له ولا قوة بعد أن قصمت ظهره الأزمات المتكررة فجاء الخبر الآتي: “أكد الدكتور أزهري باسبار وكيل وزارة النفط والغاز والتعدين في تصريحات صحفية، أكد أنه تم توفير كل الكميات المطلوبة من الجازولين في بورتسودان لضمان انسياب كل البضائع والسلع الاستراتيجية لكل مدن السودان وأضاف باسبار أن وزارته ستبدأ غدا الأربعاء (أمس) في ضخ اكثر من 4000 طن جازولين و2500 طن بنزين لولاية الخرطوم، بما يوازي اكثر من 150 % من احتياج الولاية من الجازولين والبنزين، وقال باسبار إن غاز الطبخ ينساب بصورة طبيعية. وقال إن ضخ الوقود سيستمر لكل ولايات السودان بجميع وسائل النقل.
هل تعلم الحكومة عدد المرات التي خرجت بها بمثل هذه التصاريح وكمية الوعود بعدم تكرار الأزمات؟ أشك في أنها تعلم عدد المرات التي وعدت بها وكررت على مسامع المواطن عبارات على شكلة “وصول باخرة من الوقود في ميناء بورتسودان” وضخ أطنان من البنزين وأخرى من الجازولين والأزمة لا تبارح مكانها وإن بارحته فلا يستمر الوضع سوى أيام قلائل ثم تعاود مكانها.
ألا يستفز الحكومة منظر الصفوف الممتده الباحثة عن الوقود بشقيه (البنزين، الجازولين) وعن الخبز وعن النقود وعن الدواء؟، هل تغمض أعين المسؤولين وهم يرون المواطنين يركبون عربات مخصصة للنفايات للوصول إلى منازلهم مساء؟ بل هل يرى المسؤولون في الدولة الذين يسافرون صباح مساء إلى دول أخرى لا تمتلك ربع ما نمتلكه من موارد أزمات معيشية طاحنة مثل التي نعيشها في السودان؟، هل يعدون الأمر طبيعيا وعاديا ولا يعتبرون أن هذه الأزمات هي مسؤوليتهم ومهامهم التي وضعوا أيديهم على كتاب الله مقسمين بأن يبذلوا أقصى ما في جهدهم لخدمة الشعب السوداني؟، فأين ذهب هذا القسم؟.
وبعد كل هذه المعاناة يخرج المسؤولون بتصريحات فطيرة ووعود تذهب مع الرياح دون أدنى إحساس بالمسؤولية تجاه هذا الشعب الذي كان فقط ينتظر شيئا من الاهتمام بمعاشه ومعيشته بتبريرات منطقية وواقعية تشرح الأزمة ومسبباتها بدلاً عن دفن الرؤوس في الرمال وعن تصريحات لا تسمن ولا تغني من جوع.
نازك شمام

التعليقات مغلقة.

error: