كيف أثرت الاحتجاجات على الحركة التجارية بأسواق الخرطوم؟!

الخرطوم: باج نيوز
للأسبوع الثاني على التوالي تبدو الطرقات بالأسواق السودانية خالية من الزبائن تزامناً مع الاحتجاجات التي اندلعت منذ التاسع عشر من ديسمبر الماضي على خلفية الأزمة الاقتصادية والغلاء وشح الخدمات الأساسية.
متاجر خالية من الزبائن وأصحابها يقضون يومهم في احتساء القهوة والحديث الجماعي عن مالآت الأوضاع الاقتصادية والسياسية في البلاد.. هكذا يروي آدم إبراهيم صاحب محل للأحذية في الخرطوم، عن المشهد التجاري في ظل الاحتجاجات.
بدأت التظاهرات في مدينة عطبرة شمالي العاصمة السودانية 400 كلم على خلفية الغلاء وندرة الخبز والوقود وانعدام السيولة النقدية في 19ديسمبر مع اقتراب نهاية العام .
ويقول آدم  44 عاماً من أمام متجره الخالي من الزبائن بوسط السوق العربي بالعاصمة السودانية لـ(باج نيوز) ” لم نبيع منذ أكثر من  10 أيام شيئاً يذكر،  هناك ركود لم نعتد عليه”.

ما اشتكى منه آدم في السوق العربي، لم يكن مقتصراً فقط على متاجر هذا السوق الرئيسي بل امتد إلى السوق الشعبي جنوب الخرطوم، حيث بدت المحلات التجارية شبه خالية من الزبائن، فحتى سوق الجمعة أحد أكبر الأسواق الشعبية بدا خاليا وهو المكان الذي تفضل فيه النساء والفتيات ارتياده في العطلات الأسبوعية .
ويعتقد أحمد عبد الله الذي يدير متجراً في سوق الجمعة لـ(باج نيوز) أن  الركود شئ طبيعي لأن الاحتجاجات بسبب الغلاء وندرة السلع الأساسية فمن الذي سيشتري ملابس وأحذية بجانب خوف الزبائن من الاحتجاجات خاصةً النساء حيث يفضلن عدم مغادرة المنزل.
ويؤكد المحلل الاقتصادي محمد إبراهيم أن الأسواق كانت تعاني من الركود قبل الاحتجاجات منذ مطلع العام وزيادة الدولار الجمركي اكتفى المواطنين بشراء الطعام فقط في أحايين كثيرة.
خلال شهر واحد في ديسمبر أغلق مجمع الذهب وهو أكبر سوق للمشغولات وإكسسوارات الذهب في العاصمة السودانية، مرتين، وذلك على خلفية الاحتجاجات التي وقعت قرب هذا السوق الذي يستثمر أكثر من 4 مليار دولار .
يقول حيدر وهو شاب عامل في متجر ذهب ” حدث شئ ما هذا الشهر اقصد ديسمبر لقد وقعت احتجاجات قريبة من هنا اضطررنا لإغلاق المتجر وحركة البيع منخضة للغاية بسبب الأسعار.
ويرى المحلل الاقتصادي محمد إبراهيم لـ(باج نيوز) أن  الركود استفحل أكثر من أي وقت وأن هذه الأوضاع متوقعة عندما تحدث احتجاجات شعبية واذا لم تتحسن الأوضاع الاقتصادية فإن هذه المتاجر والأسواق لن تستطيع الصمود في وجه الأزمة الاقتصادية القاسية سيما في العام الجديد.