باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
1135*120   Last

حروف حميد وموسيقى الكابلي .. السودان والقدس للتضامن وجوه كثيرة

2٬276

الخرطوم : باج نيوز
أكمل عامه الأول في المدرسة وفي مطلع العام الثاني كان الصغير يقف في الطابور مردداً مع رفاقه النشيد

(أنا من صفد سرقوا بلدي.. بلد المحتل فلسطين.. لم يزهر فيه الليمون.. لم تضحك فيه الأحياء.. إذ هبت ريح سوداء.. جعلت من ارض الأزهار مرعى للموت وللثأر) ..  داخل الفصل كانت الأستاذة تفتح عقول الصغار على القضية الفلسطينية والإحتلال الصهيوني والمقاومة التي تتسلح بالحجارة من أجل استعادة الأرض..ولم تنسى أن تختم الحصة بعبارة (القدس لنا)..
حين بلغ الصغير الحلم كان يحمل جواز سوداني مختوم بعبارة (صالح لكل الدول ما عدا إسرائيل) وهو الأمر الذي كان يؤكد على مبدئية الموقف السوداني من القضية الفلسطينية وضرورة دعم أصحاب الأرض من أجل استردادها..

الموقف الرسمي كان يجد له روافع على مستوى الحراك الشعبي الداعم للقضية على طريقته ففي فترة ما صارت أغنية جوليا روبرتس الأشهر والتي تطرح فيها سؤالها (وين الملاين؟) الأكثر ترديداً بين المكونات السودانية بل أن بعضهم حمل السؤال ليكتبه على خلفية سياراتهم الخاصة ولا يمكنك تجاوز الحضور الخاص بالقضية الفلسطينية في السودان دون أن تقف لوهلة في شارع المطار وأمام السفارة الفلسطينية حيث ينتصب مجسم (القدس) في أهم الشوارع الخرطومية بل أنه أول مجسم يقابل الزائرين للبلاد بعد خروجهم من المطار .
كان الحضور الفلسطيني في السودان يتخذ أشكالاً جديدة تتجاوز الجوانب المتعلقة بالسياسة للغوص في أعماق ما يتعلق بالثقافة والفن والإبداع أثناء اندلاع إنتفاضة الحجارة الأولى في الأراضي المحتلة كان الفنان السوداني صاحب قصيدة أفريقيا وآسيا عبد الكريم الكابلي من داخل جامعة الخرطوم يعلن تضامنه مع القضية عبر الغناء مستبقاً (شعبولا) في محبته لعمرو موسى وكراهيته لإسرائيل حين قام بتلحين وأداء النشيد (بدمي سوف أكتب فوق أرضك يا فلسطين اسلمي وأموت الوادي يا يافا شهيد واسمك في فمي) بدأ الكابلي وكأنه يمهد الطريق أمام الشاعر الراحل محمد الحسن سالم حميد ليلغي بحجر الدغش في وجه الإحتلال ويذكر اسم الشهيد محمد الدرة حين ينشد يا الله ما أحلى الوطن لا من يكون إنساني زي صدر الرسول ماهل وهيط والدرة يلمع من بعيد زي عقـد في جيـد بت يتـيمـة على العرب والمـسلـمـين على كل بال إنسـان أميـن تقرأ وتعـيـد صوتا الـبسيط لمستشـيـط حلم وغضـب أو أشواق خليط حميد يختم قصيدته بالعبارة (وطني البموت وبخلي حي)
وكأنه يؤكد في نقطة أخرى على أن الالتزام السوداني تجاه القضية الفلسطينية لن يهمد ولن يموت تؤكده أشياء مثل أن يندفع أهل اليسار للانخراط في مسيرة يحركها الإسلاميون ويدوزنون هتافاتها بذات (الحماس) أو أن يجتهد طفل صغير في أقصى كردفان في محاكاة طريقة صبيان الإنتفاضة وهم يوجهون حجارتهم نحو عربات المحتل المصفحة ويؤكد عليها ذلك الصندوق الموضوع في مدخل المساجد وتعلوه عبارة (ادعموا الأقصى)

التعليقات مغلقة.

error: